الاثنين، يناير 03، 2011

سبحونة الاخويا الثلاثة وأصعب ما مر عليهم

 سبحونة الاخويا الثلاثة وأصعب ما مر عليهم

بسم الله
كان هناك الواحد  والواحد الله في سماه العالي كان فيه رجال اسمه سعود  يشتغل في البيع والمشترى و يجيب بضايع من الديار البعيدة ويبيعها بديرته مثل حال اغلب تجار نجد و في وحده من سفراته كان يدور كالعادة على اخويا يسلونه في السفر ويساعدونه لان المسافر اذا صار وحيد ما يدري وش يجرى عليه وكان اقل عدد يكونون ثلاثة مثل وصية الرسول صلى الله عليه وسلم  وان الثلاثة يصيرون ركب ..
و بعد ما نشد من اللي نية يسافر لجهة الشام  لقى اللي يبي اثنين من اهل الديرة الطيبين وكلن له حاجة في ذيك الديرة وقرروا ينطلقون مع بعض  تصير خوة وتسلية وحماية باذن الله  ..
انطلق سعود وأخوياه الاثنين  مطلق وعبد الرحمن  وكان الطريق طويل ولابد من سواليف التسلية  واللي تخفف عناء الطريق و كانوا يمشون بسيارتهم الفرت ( ford )  ومع انها سيارة الا انها في ذاك الوقت كانت السيارات مهيب مريحة مثل هالوقت ..
وبعد مسير ساعات النهار كله وتقريبا قطعوا نصف الطريق حب سعود يريح اخوياه ويرتاح هو وحتى السيارة الفرت ترتاح شوي من هالطريق الطويل ..
نزل الثلاثة في جانب الطريق ومعهم معاميل القهوة والشاي و بدوا يسعون في عشاهم  وبعد ما تقهوى الثلاثة وارتاحوا وصلوا وشبوا نار تجمعوا عليها يتدفون ويتوانسون  بالضو ,, وبدت السواليف من جديد ولكن سعود حب يتعرف على اخوياه اكثر ويبي قصة من واقعهم ما قد  قيلت لاحد او قليل اللي يعرفنها عنهم وهنا راح يكون بينهم علاقة اقوى ..
قال سعود : يالربع  حنا ما عرفنا بعض من الصغر بس وش رايكم لو يقص لنا كل واحد اشين يوم مر عليك في حياتك او اشين موقف مر عليك  واللي بيقال الليلة هنا  ما راح يتعدانا  ..
مطلق و عبدالرحمن جازت لهم السالفة وقالوا ابدا انت يا سعود دامك راعي الفكرة وحنا نبي نولم السالفة  اللي تبي ..
سعود قال: ابشروا والله انا صارت لي سالفة بغيت اموت بسبتها بس ربي ستر  ..
بهالبداية القوية تعدل مطلق في جلسته وعبد الرحمن كان منسدح وقرب المركى وجلس يبي يسمع ..
كمل سعود سالفته  وقال : انا كنت طالع من الديرة مع واحد  من ربعي وكان ابوي الله يرحمه معلمنا ما نقطع سالفة الرجال وش ما صار وكان يأدبنا لو خالفنا ذا القاعدة و يطقنا احيانا وكان هو نفسة لابدينا بسالفة ما يقطعنا ابد  وصارت عندنا انا واخواني طبع فينا ما نقدر نخليه وخويي ذا رجال شرواكم  كان مخاويني في سفرة من سفراتي للشام و حنا في الطريق  وبعد ساعات المشي وقفنا في مكان بين شجيرات وحصيات نتذرى بها عن الهوى اللي كان قوي ذيك الليلة و مثل ما حنا نسوي الحين كان يسولف وانا ارد على سواليفه بمثلها وكان بادي في سالفة مهمه بالنسبة له ومتحمس يتكلم ويروي تفاصيل السالفة وانا كنت استمع له بكل انصات ولكن حسيت بشي  يدبي ودخل بين ثوبي وجسمي ثم بدا يرقى يرقى ليييين  توسط ظهري وانا ما اظهرت ان فيه شي عشان خويي ما تنقطع سالفته والمشكلة اني حسيت بلدغه و لكني ما تحركت ولا تكلمت ولا حس خويي ابد ..
استمر اللدغ و انا اتحمل الالم وصار  جبيني يتصبب عرق وعيني تدمع وخويي يحسب هذا من دفا الضو ودخانها وكان مستمر يسرد سالفته بحماس  وجلست استمع ليييييين خلصت السالفة واستاذنته قبل لا تبدا سالفة جديدة ورحت ورى موتري وفصخت ثوبي الا واشوف ذيك العقرب الصفراء اللي فرغت كل سمها في ظهري و تعلقت في ثوب وهي منهكه ولا تقدر تتحرك  ..
انا اخذت العقرب وذبحتها ودقيتها وحطيتها على مكان اللدغات ورجعت لخويي وكملت الجلسة معه لين نام وقضيت ليلي انا في ألم شديد وتوجع ولكن الحمد لله اللي فكني من الموت هاك اليوم  ...
وبعدها تعلمت ان بعض الاخلاق الطيبة ما ناخذها بتزمت وممكن لوني استاذنت منه من اول  ماحسيت بالعقرب كان ما صار اللي صار وخوي مهوب زعل لو قطعت سالفته .. لكن زي ما قلت لكم هو طبع تطبعنا به من الصغر  ..
مطلق تحمد لسعود بالسلامه وقال والله سالفتك ذي عجيبة لكن انا عندي لك سالفة اعجب منها بتجوز لكم  انت وعبدالرحمن  واللي كان الظاهر قبل السالفة ناوي يرقد لكنه الحين في قمت نشاطه  بعد ما سمع سالفة سعود ووعد مطلق بسالفة اقوى ..

وبدا مطلق بسالفته  وقال : انا في شبابي كنت ربع لي نتنقل في هالبران ونترزق الله .. همن وقف وضحك كنه  حس ان بدايته مهيب صحيحه للسالفة  .. همن قال :  الصدق يالربع انا كنت مع ربع لي حنشل نصطي على الرايح والجاي وناخذ اللي معهم وننحاش وعلى هذا عشنا سنين ولكن مرتن كنا نترصد  لعل تجينا صيدة كالعادة وشفنا هاك القافلة اللي جاية من بعيد وتباشرنا واستعدينا ولكن يوم قربت الانا نشوف ونتبين الاهم مهوب ناس عاديين كانوا حنشل مثلنا والمشكلة انهم شافونا ونوونا بشر وعددهم يفوقنا بكثير  ولا نقدر ننحاش لانهم جايين بكل سرعتهم واحترنا وش نسوي ..
لو حاولنا ننحاش وصادونا بيذبحوننا اكيد وما فيه الا نستسلم لهم ونعطيهم اللي يبون كودهم يخلوننا في حالنا ..
وهذا اللي صار واستسلمنا لهم على امل نبقى احياء بس ولكن زعيمهم امر بجرنا لمكان بعيد ويوم وصلنا هاك المكان اللي ما فيه ممر بشر ولا حوله احد في هالصحراء .. وخذو اللي معنا وخذوا ملابسنا وبعدين اخذوا كل واحد منا وحفروا له حفره ودفنونا وما بقى الا الراس بس طالع وباقي الجسم تحت التراب  وكان كل واحد منا يقدر يشوف الثاني بس ما يقدر يساعد روحه عشان يقدر يساعد خويه و تركونا هالعصابة اللي ما يخافون والله وقالوا هذا جزاكم  وراحوا وتركونا  ..
ويوم مر علينا الوقت وحالنا الله اعلم بها ولانفعت المحاولات اننا نتحرك من هالحفرة وكلن بدا يعلن توبته ويستغفر ربه وايقنا بالموت وقمنا نتحسف على عمرنا اللي قضيناه في سرقة الناس وقتلهم واذيت المسلمين  وصار كلن قدام الحق  ويحتري الموت ..
يوم جا الليل جتنا الذيابة ولقتنا فريسة سهلة ولا نفع الصراخ ولا بيدنما نسوي شي نردهن عنا وكل ذيب استلم له واحد من ربعي وبدا ياكل في راسه واذا خلص بدا يحفر له وياكل الباقي وانا كان من نصيبي اكبرهم واللي والله اعلم انه رئيسهم ولكنه ما كان مستعجل على اكلي فتمدد حولي وجلس يلعب في وليمته ومرى يحط يده على راسي ومره يتحكك بجسمة على وجهي  وانا كنت مستسلم ولا اتحرك  وافكر كيف ممكن انجو من هالمصيبة وبعد فترة من اللعب قرب وجهه من وجهي ويوم صارت اذنه قدام فمي جمعت كل قوتي في عضة وحده وعضيت اذنه بكل قوتي  .. الذيب تفاجأ وسحب راسه بقوة ولكن انا كنت متعلق في اذنه ولا فكيتها ابد  وهو منهبل ويتألم ويسحبني بكل قوته وهنا بدا جسمي يطلع شوي من الحفرة ولكني ما تركته لانه ممكن يغلبني وانا ما امداني اطلع وبدا يسحب ويسحب لييين طلعت وتركته وهو اللي ينحاش ويعوي من الوجع وانا وقفت ما ادري وشلون الله نجاني من الحفرة وهربت من هالمكان قبل لا يستوعب الذيابة اللي حصل وركضت ولا توقفت الا عند اول ديرة ونجاني الله من ذاك الموقف ..
مطلق توقف شوي .. ورفع نضره لسعود وعبدالرحمن اللي كانوا في قمة  العجب من هالسالفة .. ثم نزل راسه وتكلم بنبرة صوت غير اللي قبل شوي  .. من ذاك اليوم عرفت ان الله امد في عمري وعطاني فرصة عشان اصلح حياتي بعد ما شفت حياة اخوياي تروح وحده ورى الثانية .. عرفت اني لازم اتوب واكفر عن كل اللي سويته ومن ذاك اليوم اعلنتها توبه ولا عدت لذيك الافعال والحمد لله على نجاته وهدايته  ..
جا دور عبد الرحمن وهو يقارن في باله بين سالفته وسالفة اخوياه اللي كل وحده اعجب من الثانية  ثم تواسا وقال : الحمد لله على سلامتكم انتم الاثنين ولكن انا مر علي موقف حول مواقفكم ذي ويمكن اقوى بعد .. وهنا بدا بسالفته اللي بيحكي فيها اسوأ يوم مر عليه ..
قال عبدالرحمن : انا كنت في شبابي راعي بل وكنت اقضي معها اغلب وقتي ومستانس ومحصل من وراهن خير  .. لكن حصل لي موقف خلاني اترك البل واكره البعارين كلها ..
استغرب مطلق وقال : وش صار والله ان البل لها عشق واخبرهم ما يقدرون يخلونها وش ما صار  ..
قال عبدالرحمن : لو صار لهم مثل سالفتي كان يخلونها مثل ما خلييتها وهي كانت اغلى شي عندي في الدنيا ,,
قال سعود بحماس : وش صار يا رجال تراك شوقتنا  ..
قال عبدالرحمن  : انا الله يسلمكم 
مطلق وسعود : سلمت
عبدالرحمن  :  انا كان عندي زي ما قلت لكم ابل وكنت عايش حياتي في تربيتها وكنت احب اقضي معها اكثر وقتي تسليني واسترزق منها .ز وكان عندي فحل هايج ما يرده شي واي ناقة يبيها ما نقدر نمنعه عنها وذاك اليوم حط في بالة ناقة صغيرة توها وكنت ابعدها عنه قد ما اقدر ولكن ذاك اليوم لقيته جايها وعاضها مع رقبتها وخفت عليها تموت منه وانا اركض لهم واضربه مع رقبته بعصا معي وتركها من الوجع ورجع عنها وانااسحبها وابعدها عنه واعزلها لكني حسيت انه يناظرني نظرات كلها حقد وعرفت انه ناوي نية شينة لي .. وصرت احذر منه ودايم عيني عليه لايغدر بي  .
بعد كم يوم كنت جالس ازين غداي ولهيت عنه وما حسيت الا بالارض ترجف والتفت الا هذا هو جايني بكل سرعته من بعيد وانا انقز واركض بكل ما عطاني الله من سرعه وحسيت انه بيلحقني واشوف ذيك الشجرة اللي قدامي وانحرها وانا اركض واشيل عني عباتي وارميها على الشجرة وازحف  من تحتها وابعدت عنها وصار الفحل يضرب ذا الشجرة ويحسب اني وسط العباة وانا يوم شفته لاهي قمت على حيللي وركضت جهت الجبل ولكنه حس فيني والتفت علي وشافني وترك الشجرة وصار يركض وراي وانا اسرعت ولا اضني وفرت جهد ذاك اليوم  .. ووصلت الجبل ولا يمديني ارقاه من هالجهة ولا يمدي الف من وراه وانتبهت الا فيه ذاك الغار الصغيير وانحره وادخل فيه و الفحل وراي على طول ودخل راسة وراي وكان بيني وبينه مسافة قريبة وخلاص كان بيعضني لكنه توقف لان جسمه نشب وصرات الفتحة اصغر من انها تسمح له بالدخول  ..
انا حمدت الله ودخلت في ذا الغار زود عشان ابعد عنه وهو يحرك راسه في الغار ويرغي باعلى صوته المخيف والزبد يتطاير في المكان مع حركىة راسه .. وانا في طريقي انتبهت الا وذيك الداب ( الحية )  اللي وش كبرها نايمة .. وخفت اقرب وتقوم تلدغني وعرفت اني افتكيت من شر وطحت في شر اكبر منه  ..
 عبدالرحمن رمى نظره على سعود ومطلق ولقاهم في قمة الحماس للاستماع وجالسين وكنهم مهوب على الارض .. هنا حس ان سالفته صارت مثل سوالفهم ولا اقوى بعد ..
كمل عبدالرحمن : انا صرت بين وحشين بعير هايج ويبي يذبحني وبين حية لو قامت تبي تحسبني جاي اذبحها وتبي تقتلني بدون تردد . وطرت لي فكرة اني انزوي في مكان ضيق في هالغاار واحاول اختبي عن هالمصيبتين لين الله يفرجها من عنده ..
صوت البعير القوي كان كفيل انه يزعج الحية ويشعرها بالتهديد وراحت له وشافته مدخل راسه في الغار ونطت عليه وغرست انيابها في رقبته وهو اللي يسحب رقبته والحية اللي متعلقة فيها ويبدا يضرب فيها الارض وهي كان ملتفة عليها وصار يخبط بجسمه ويضرب الحجارة وبينهم الحية لييين ماتت طاحت الحية في الارض وبدا البعير يقطعها تقطيع وبعد ما خلص منها كان بيكمل مهمته الانتقامية ويرجع لعبدالرحمن لكن السم صار قد اخذ مجراه في جسم البعير وبدا التأثير وطاح جنب الحية ميت ..
يقول عبدالرحمن : طلعت ولقيت الداب والبعير ميتين وفهمت وش اللي صار لهم وحمدت الله الي نجاني منهم بلطفه وتدبيره  وقررت اني اترك البل كلها واشتغل في عمل ثاني والله الرازق ..
وصارت ليلة  الثلاثة من اجمل الليالي وسبب في قربهم لبعض وكملوا رحلتهم وكلن خلص حاجته  .. وحنا خلصنا سالفتنا
والحمد لله رب العالمين

سبحونة الشيخ الفيلسوف

سبحونة  الشيخ الفيلسوف
بسم الله

كان في هاك الواحد والواحد الله في سماه العالي
كان هناك واحد اسمه عبدالمحسن  وعبدالمحسن شاب متعلم ومثقف ويحب الاطلاع كل ما حصلت له الفرصة و تمكن من العلم لدرجة انه الناس في ديرته يسمونه الشيخ عبدالمحسن  ,,
عاش الشيخ عبدالمحسن في طلب العلم والمعرفة وانشغل عن الحياة العادية اللي يعيشها الناس عادة .. اقصد انه ما فكر في الزواج لانشغاله بالكتب وما تحوية من معلومات ما يقدر مقاومتها .. الا انه في الاخير يرجع الى انه محتاج الى زوجه صالحة يعيش معها هالحياة  اللي ماتكون كاملة الا بوجودها ..
عبدالمحسن في شبابه تلقى الكثير  من العروض وكلن كان يبي يخطبه لبنته الا انه كان مصر انه ما يتزوج الا فتاة هو مقتنع فيها وخاصة مقتنع بتفكيرها و تقدر تجاريه وتجاري افكاره والا فهو بيرفض الزواج ..
عاش عبدالمحسن وحيد بعد ما توفى والديه و قرر انه يترك ديرته لانه ما لقى البنت اللي يحلم فيها وخذ على نفسة العهد انه يبحث عنها ولا يتنازل عن مواصفاته اللي وضعها ..
وصارت حياة عبدالمحسن تجمع بين طلب العلم والبحث عن الفتاة والتنقل بين البلدان .. وعلى هذا سارت حياته سنه بعد سنه وعبدالمحسن يفقد شبابه مع مرور الوقت لكن هذا ايضا ما خلاه يتنازل عن اللي في باله ولو عاش وحيد طول حياته ..
مرة كان عبدالمحسن يتجهز للانتقال من الديرة اللي هو فبها الحين و قرر يودع المكان بركعتين يشكر الله فيها على نعمه ويطلب ان الله يرزقه ببنت الحلال اللي يبحث عنها  .
يارب ارزقني بنت الحلال اللي تفهمني وافهمها وتسعدني واسعدها و تعينني على الخير ..
وترك عبدالمحسن المكان وقلبه متعلق بدعواته  ولما خرج من بيته للمرة الاخيرة رفع راسه لللسما ء وكانه يتابع دعواته وهي تصعد لرب العالمين
تنهت  عبدالمحسن وتوكل على ربه واغلق الباب وسلم المفتاح لراعي البيت الجديد وقال له الله يبارك له يابو محمد في البيت  واعذرنا على القصور ان كانك شفت شي مني ..
رد ابو محمد والله يا عبدالمحسن ما شفنا منك الا كل خير وودا انك جالس معنا ومناسبنا ما راح نلقى ازين منك ..
ابتسم عبدالمحسن وكان الكلمة لامست شي في خاطره وربت على كتب ابو محمد وقال : فمان الله  وحللنا وانت بحل 
ركب عبدالمحسن على ناقته المحمله ببعض الاغراض فراش وحصير وسراجين وبعض الغريضات الثانية وكان جزء كبير من حمولته هي كتب ما قراها وناوي يكملها في منزله الجديد ..
في الطريق كان متوجه شمال وماسك جادة الطريق متوكل على ربه و ونيته تجمع بين طلب العلم والبحث عن شريكة حياته ..
وبعد ما مشى له نص يوم وهو يوقف يرتاح شوي ويصلي وهو يشوف رجال معه ناقته ومقبل من بعيد  .. عبدالمحسن فرح بشوفة هالرجال وحسب حسابه في القهوة لعله يسولف معه ويسليه شوي ..
وصل الرجال وكان شايب في الخمسين تقريبا واسمه ابو حاتم ومع ان عبدالمحسن كان في نهايات الثلاثين الا ان حكمته ورزانته تخليه يبدوا اكبر بكثير  على الاقل اذا تحدث ..
بعد السلام والسوالف الخفيفيه عرف عبدالمحسن ان هالشايب من الديرة اللي يبي يروح لها عبدالمحسن  وهذا خلى عبدالمحسن يعرض على الشايب انهم يتخاوون في الطريق .. والشايب فرح بهالاقتراح وقال والله نعم الراي ونعم الرفيق ياولدي .. والله اني ارتحت لك واعجبني منطقك اللي يدل على رجاحة عقلك ..
ابتسم عبدالمحسن ابتسامة لطيفة ورد : الخير فيك ياعم ابوحاتم وانا اللي ربحان  برفقتك .. وبعد هالمجاملات اللطيفة استعدوا للرحيل ..
مشى الرجلان فترة وكان الهدوء يعم المكان ولا تسمع الا قرقعة الغريضات الي يحملانها  ..
هنا عبدالمحسن حب يكسر الهدوء وقال للرجال وش رايك يابو حاتم  اشيلك ولا تشيلني ؟؟
ابو حاتم ما قدر يستوعب وش قال عبدالمحسن  ولا قدر يفهم وش المقصود .. كل واحد ومعه ناقته ولا يحتاج من يحمله ؟؟ ولان ما عنده جواب  سوا نفسه ما سمع .. وعبدالمحسن فهم انه ما فهم  ..
بدا عبدالمحسن يسولف وابوحاتم يشاركه بالسوالف  .. الين شاف عبدالمحسن مزرعه والتفت على ابو حاتم وقال له وش رايك يابوحاتم  هالمزرعة اكلوها اهلها ولا توهم  ؟؟
ابوحاتم ما استوعب السؤال  !!  كيف كلوها وهي توها ما بعد حصدت والوقت توه على الحصاد ؟؟ !!
قال والله مدري ياولدي  ..
عبدالمحسن ايضا فهم ان ابوحاتم ما فهم المقصود ولكنه مثل ما فعل مع السؤال الاول  ما فسر مقصوده وكمل المسير  ..
وبعد سويعات  مر عبدالمحسن وابو حاتم من ديرة صغيرة وشاف عبدالمحسن اهلها طالعين بجنازة شايلينها على كتوفهم ..
قال الشايب :الله يغفر له ويرحمه ويرحم اموات المسلمين ..
رد عبدالمحسن : الله يرحمه بس ياعم ابوحاتم هقوتك هالرجال حي ولا ميت ؟؟!!
ابوحاتم واللي مافهم السؤالين اللي قبل وسكت ما قدر يسكت على هالسؤال اللي هو الاغرب !!
قال : وشلون ياولدي ما مات وهو  مشيول الحين ومودينه لقبره !!
سكت عبدالمحسن ولا فسر قصده  وقال : صدقت واردفها ابتسامته المعتاده ..
استمرت الرحلة ووصل عبدالمحسن وابوحاتم الديرة في الليل وسأل ابوحاتم عبدالمحسن انه يقلط عنده وينام هالليلة على الاقل  ولكن  عبدالمحسن متعود على الوضع وقال الله يسلمك يابو حاتم انا ابروح لاعلى مكان في ديرتكم وابرقد فيه .. انت ما قصرت و بيض الله وجهك
ابوحاتم كان وده يلزم على عبدالمحسن ولكن فيه شي اشغل باله اكثر وشلون عبدالمحسن يقول ابرقد في اعلى مكان في ديرتكم وديرتنا لا فيها جبال ولا تلال ولا مرتفعات ..
ابو حاتم صار عنده صورة مشتته عن عبدالمحسن اول شي شاف فيه الرجال العاقل المتعلم ولكن الاسئلة الثلاثة كانت بلا معنى وغريب واحد زي عبدالمحسن يسأل مثلها !!
افترق الاثنين بعد ما ودع كل واحد منهم الثاني على امل اللقاء في الغد بعد راحة من تعب الطريق  ..
دخل ابوحاتم بيته وكانت بنته تنتظره بشوق ورحبت بابوها وقبلت راسه وضمته بشوق  واخذت وقت وهي تهلي وترحب بابوها بعد رحلته ..
وجهزت لابوها العشا وكان البيت مرتب وعلى احسن حال و غرفته نظيفه مبخره وجاهزة عشان يتمدد فيها  ولكنه يحب بنته الوحيدة واللي بعد فقد امها كان هو ابوها وامها وصديقها ..
 نجلا بنت ابوحاتم كانت ذكية ومتعلمة و تحب الاطلاع والقراءة ومع انها تزوجت من ولد عمها لكن الفرق الثقافي بينهم سبب في انفصالهم فهو ما كان يقدر يجاريها .. وانزعج من كونها تعرف اكثر منه .. فطلقها
ابوحاتم كان قاعد يستمتع بوجبته اللذيذة من طبخ نجلا بنته وكم كان مشتاق لها ولسواليفها ولطبخها اللذيذ وبدا يكلمها عن رحلته كالعادة اذا جاء من سفر بس هالمرة كان في سوالفه علامات استفهام ناتجة من اسالة عبد المحسن ..
يقول ابوحاتم : صادفت يابنتي رجال غريب .. وترافنا في الطريق ..
نجلا :  وشلون غريب يبه .. ؟؟
ابوحاتم : سواليفه غريبة اول ما جلست معه لقيت فيه الرجال العاقل المثقف اللي ما ودك يسكت ويعرف كل شي ..
نجلا : طيب يبه وش الغريب للحين ما فهمت ..
ابوحاتم : الغريب يابنتي انه يوم مشينا جايين للديرة بعد ما اتفقنا تنخاوى سألني اسألة غريبة ؟؟ ولا فهمتها  مدري انا مفهمتها ولا هو ما يفهم ..
نجلا مستغربه : هو!! وش الاسألة يبه مثل ايش يعني ؟
ابوحاتم : اول ما مشينا سألني قال اشيلك ولا تشيلني !! وحنا كل واحد فوق نافته  فوشوله يقول اشيلك ولا تشيلني ؟؟
نجلا تعدلت جلستها وارتسمت في عينها نظرة غريبة .. : طيب يبه كمل كمل ..
قال : انا ما رديت عليه كني ما سمعت السؤال ولكن بعد فترة مرينا جنب مزرعه وعاد تخيلي وش قال ؟؟
نجلا بحماس  :  وش قال يبه ؟؟
ابوحاتم : يقول  تهقا "تتوقع "  اهل هالمزرعه كلوها ولا لا والمزرعه توها ماا حصدت ولا حول حصاد  ؟؟
نجلا : وش بعد  يبه في شي ثاني قاله ؟؟
قال:  ايه مرينا جنب ديرة ونشوف ذيك الجنازة وهو اللي يسألني هالرجال حي ولا ميت ؟!؟!
نجلا وهي تضحك ضحكه بسيطة : ووش جاوبته يبه ؟
قال ابوحاتم : انا والله ما قدرت اسكت وقلت منتب تشوفه مشيول للمقبره؟؟ اكيد ميت ..
ضحكت نجلا من جواب ابوها وبعد ما خلصت  قالت يبه تبي اعلمك وش كان يقصد ؟
ابو حاتم : وانت فهمتي يابنتي شي غير اللي انا فهمته ؟
نجلا : ايه يبه هذي اسألة صحيحه ولها معنى بس انت يبه ما فهمت هو وش يقصد بس ..
مسح ابوحاتم يديه ورغم تعبه الا ان كلام نجلا خلاه ينشط شوي ويتواسا في جلسته ويركز في وجه بنيته ويقول .. علميني وش قصده تراني يابنيتي والله محتار من هالرجال واني احسبه صار خبل عقب ما كان عاقل ..
ابتسمت نجلا وقالت ابشر يبه ابعلمك ..
السؤال الاول واللي قال لك اشيلك ولا تشيلني كان يقصد اسولف عليك ولا تسولف علي لان السوالف في السفر تقطع الطريق وتخليه يروح بسرعه وكن اللي يسولف عليك يشيلك في هالوقت ,,
ابوحاتم  مندهش من التفسير اللي ما خطر على باله .. ويستمع بتركيز اكثر ..
كملت نجلا  : والسؤال الثاني حق المزرعه يقصد يوم يقول اهلها كلوها ولا لا ..   
يقصد ان راعي المزرعه متدين دراهم الزراعه هالسنة واكل الدراهم قبل يزرع ولا ما تدين فيصير الحصاد له ويخزنه وياكل منه ..
ابوحاتم يحك راسه   ومستغرب اكثر
نجلا تستطرد .. والاسؤال الخير اللي قاله يوم شاف الميت هو حي ولا لا ؟ هذا يقصد هو له عيال يحييون اسمه ولا لا فيصير مات ذكره من الارض ..
ابو حاتم بعد ما بانت له الصورة بعد تفسير نجلا الاسأله له ببساطة رجعت صورة عبدالمحسن الاولى وانه شاب ذكي ومثقف وان اسالته تدل على ذكاء كبير ونفس الوقت زاد اعجاب وفخر ببنته نجلا والي عرفت معنى اسالة عبدالمحسن الغامضة ..
بعد هالسوالف راح ابوحاتم ينام .. ومسته بالخير بنته وراحت ترقد بعد ولكنها كانت تفكر براعي هالاسالة الغريبة وكيف يكون هالشخص ووش شكله وش يفكر فيه يوم يسأل ابوي هالاسألة ؟؟ واستمرت تفكر لين غلبها النوم ..
في الصباح قامت نجلا على صوت ابوها وهو يطحن القهوة  ويجهز المعاميل كعادته كل صباح وبعد ما قامت ولبست وصلت جت تسلم على ابوها ووجلست معه تشرب من قهوته اللي فقدتها الايام الماضية وبدت تسولف سواليف بعيدة عن راعي الأسألة ولكنها تلف وتدور تبي ابوها يجيب طاريه من جديد لانها ودا تتعرف اكثر عليه وعلى شخصيته ..
ابوها فعلا جاب طاريه وقال والله يابنتي ان هالرجال اللي خاواني امس ودي اعزمه على العشا ولا الغدا باتسر ..
قالت بنته والله يبه اكرام الضيف واجب  وهي فرحانه انه بيدخل بيتهم بس في داخلها وما اظهرت هالشي ..
ولكن علامات الاستغراب اللي شافتها نجلا في وجه ابوها بالامس عادت على وجهه وهو غارق في التفكير ..
بادرته نجلا بالسؤال : وش فيك يبه وين رحت بتفكيرك ..
ابو حاتم : والله يابنتي ان هالرجال غريب ؟
نجلا : كيف يبه .؟
ابو حاتم  :  حنا قبل نفترق عزمته يجي يمرح عندي بس انه قال انه يبي يتوجه لاعلى مكان في الديرة وينام فيه وحنا تعرفين ديرتنا منبسطة ما فيها مرتفعات ابد والحين لو ابي اعزمه واكرمه منيب عارف وين اروح ..
نجلا ارتاحت كثير وقالت : يبه رح للجامع الكبير تبي تلقاه هناك .
ابوحاتم : وش عرفك يابنتي ؟
نجلا : يبه هو يوم يقول اعلى مكان وارفع مكان يقصد بالقدر والمكانة وارفع مكان في الديرة هو المسجد بيت الله واذا رحت تبي تلقاه هناك اكيد ..
استغرب ابوحاتم من نعرفة بنته للامر بهالسهولة وهو ماكن مستوعب أي شي ..
وبعد ما افطر ابوحاتم طلع من البيت وتوجه للجامع الكبير واللي كان في طرف الديرة وكان عبدالمحسن هناك متكي على عمود في الجامع ويقرا له كتاب وما درى الا وابو حاتم فوق راسه ..
قام ولم عليه واستغرب قال وشولن عرفت مكاني بهالسرعه ؟؟
قال ابو حاتم لانك قلت ابي اروح ارفع مكان ولا عندنا ارفع من الجامع مكانه في هالديرة  ..
عبدالمحسن استغرب من هالاجابة الذكية مع ان ابوحاتم ما بان منه أي بادرة تؤهله انه يجاوب على هاللغز في المرة الاولى ..
وبعد سواليف علم ابوحاتم  عبدالمحسن الاجابة على كل اسألته وانه فهمها كلها  وان اللي فسرها له بنته نجلا ..
وعزم ابوحاتم عبد المحسن على الغدا .. ووافق عبدالمحسن بسهولة فهو وده يشوف هالبنت الذكية اللي فهمت اسالته بكل بساطة  وفكر جديا انها تكون هي اللي يدور عليها كل هالسنين لكنه قال لا تستعجل ياعبدالمحسن ممكن تكون فيها عيوب مع ذاكائها  همن تصير مثل اللي صام وافطر على بصل .. لازم اتأكد من شكلها و خلقها ..
ولما جا وقت الغدا جا عبدالمحسن لبيت ابوحاتم ودخله وهو يشوف البيت مرتب ونظيف وعلى احسن حال وبعد ماعرف ان ابوحاتم ماعنده زوجه ولا في البيت امرأة الا  بنته نجلا .. دخلت قلبه اكثر وبغى يطلب يدها لكنه بعد صبر نفسه وقال نشوف فعلها في الطبخ ..
وبعد سوالف في المجلس  طلع ابوحاتم من المجلس ورجع وهو يهلي بضيفه ويدعوه لتناول الغدا .. ياهلا  يا هلا اقلط حياك الله على قل الكلافة ..
ودخل عبدالمحسن وشاف ما يسره من ترتيب الاكل واستانس اكثر لما ذاق طعمه وعرف ان هالبنت تمتلك مواصفات رائعه غير الذكاء ومع هذا قرر يصبر لين يتأكد من شكلها لا تصير مشوهه ولا بشعه لدرجة انه ما يقدر يعيش معها  .. وقرر يتصبر ويكون حكيم
وبعد هالوليمة اللذيذة من يدين نجلا ودع عبدالمحسن ابوحاتم وشكره على حسن الضيافة وخرج  وهو ناوي يشوف طريقه عشان يتأكد من شكل البنت قبل يتقدم لخطبتها خاصة ان عبدالمحسن يعرف ان اهل هالديرة ما يسمحون للرجال يشوف زوجته الا بعد الزواج هذا عرفهم  ..
تذكر عبدالمحسن ان له صديق يسكن في هالديرة وراح  لبيته وسلم عليه وشرح له كل التفاصيل اللي صارت وطلب منه انه يخلي زوجته تروح تشوفها وتوصفها له ..
راحت الزوجه لبيت ابوحاتم ونفذت خطة عبدالمحسن .. بعد ما تأكدت ان ابوحاتم طلع  راحت وطقت الباب ولما فتحت نجلا الباب قالت المرة والله انا ادور بيت الفلان واني ضيعت بيتهم ..
اعتذرت نجلا بادب وقالت والله منيب اعرفهم ولا اقدر اساعدك بس تفضلي تقهوي وارتاحي وبعدها كملي مشوارك  ..
دخلت زوجة صديق عبدالمحسن واعجبتها البنت باخلاقها وطيبتها وسوالفها اللي تدل على رجاحة عقلها  ثم ودعتها وطلعت ..
في هالوقت كان عبدالمحسن على احر من الجمر وهو ينتظر النتيجة  والاخبار اللي تحملها زوجة صديقه .. 
ولما وصلت البيت نقل صديق عبدالمحسن الاخبار من زوجته وقال زوجتي تمدحها واخلاقها وعقلها  لكن الشكل تقول مهيب جميلة  .. يعني هي من البنات الوسط ..
هنا عبدالمحسن فكر بالموضوع وقعد يحسب حساباته وهل بيكمل عهده للبحث عن الفتاة الكاملة ولا ببيتنازل ..
وفكر  وفكر ولقى ان الجمال الخارجي يروح مع الوقت والواحد بعد ما يتعود على زوجته الجميلة مع الوقت ما يشوف هالجمال ويبقى له الجمال الداخلي والسنع والاخلاق .. وهذي كلها صفات تتحلى فيها نجلا .. و قررفي النهاية انه يتقدم لخطبتها  ..
وهذا اللي صار وتقدم عبدالمحسن لابوحاتم  وطلب يد بنته وبعد ما شاور ابوحاتم بنته وشاف منها الموافقة وان كانت ما صرحت بهالشي ..
وكتب الله ان يجتمع عبدالمحسن وبرفيقة دربة نجلا بعد طول انتظار
وعاشوا في سبات ونبات وجابو صبيان وبنات
والحمد لله