بسم الله
كان فيه هاك الواحد والواحد الله في سماه العالي والى هناك هاك الرجال اللي اسمه صالح واللي متزوج مرةِ يقال لها حصة وهي بقت معه سنين لكن ما جاب الله بينهم عيال وكانت حصة تعتقد ان العقم منها هي وصالح كان ساكت على شوقه للولد ورغبته الا انه صابر ومحتسب ولا جاب طاري العيال لمرته ابد عشان ما يكدر خاطرها وحصة كانت ازود منه شوق للعيال وكانت تدور على علاج بكل طريقة تقدر عليها ..
وبعد تجارب من هالاعشاب والخلطات حصة ما يأست وكانت للحيين تدور على علاج لعقمها و مره كانت عند خويتها وكان عندها ضيوف جايين من ديره بعيدة ويسولفون وجابوا طاري العقم وقالت حصة انا والله ما خليت شي ما جربته وكل من قال ابجي من ديره بعيدة ولا قريبه وصيته يمر على عطارهم ويطلب منه وصفة للعقم وانا اجربها لكن ما كتب الله شي ..
هنا الضيفة اللي كانت عند خويتها استغربت وقالت انا جايه كل هالمسافات عشان واحد يذكر انه بيمر ديرتكم باتسر ويبي يعالج الناس كم يوم قبل لا يكمل طريقه وتراه طبيب معروف وشاطر وباذن الله علاجك عنده ..
استغربت حصة انها ما سمعت بالخبر وعقدت العزم انها تبي تشوف هالطبيب وتستغل جيته لديرتهم لعل الله يوفقها ويرزقها بالولد اللي تحلم فيه ..
جا الخبر من حدى الصبيان ان الطبيب وصل الديرة وطلعت حصة من بيتها ومعها دراهم جامعتهن للحاجة وقالت ما ورى طلب العيال حاجة عندي الحين وراحت للطبيب وكان زوجها صالح في شغله ..
الطبيب وصف لها علاج يبي يسقيه في ترنجه ويبي يعطيها اياها تاكلها قبل النوم بثلاث ساعات وتبي تكون هي سبب بعد الله في حملها ..
حصة بسبب حاجتها وشفقتها الكبيرة على العيال كانت مستعدة تصدق أي شي وتجرب أي شي فدفعت كل الدراهم على هالترنجه اللي ما تسوى عشر المبلغ المدفوع بس لانها مسقية بهالتركيبة رضت حصة تقدم الغالي في سبيل حلمها ..
رجعت حصة البيت بسرعه لان وقت الغداء قرب وصالح جاي في الطريق ولا تبيه يعرف انها شرت ترنجه بكل الدراهم اللي معها فيزعل ويتكدر ويمكن يهاوشها بعد .. ولان ما عندها وقت تجرب الترنجه ولا توزيها في مكان حطتها في مجلس الرجال ورى الباب وراحت للمطبخ .
دخل صالح البيت وهو ذابحه الجوع وكان متعود يلقى الاكل جاهز بس هالمرة دخل الا وحصة توها تطبخ
قال لها ما زهب الغداء
قالت بس دقايق انت تريح شوي و انا ازهبه لك هالحين ..
صالح راح يبي يريح ويتمدد شوي وهو يروح للمجلس عشان يتمدد هناك على المساند ويوم جلس وهو يشوف الترنجه محطوطه ورى الباب وما قدر يقاوم شكلها .. وهو اللي يلقطها ويقشرها وياكل لبها ويلحقه بقشورها اللذيذة ..
ويوم زهب الغدا دخلت حصة المجلس عشان تنادي صالح وهي اللي تنهبل يوم شافت بقايا الترنجه جنب صالح وما بقى منها شي وبدت تصيح وتولول ..
صالح : وش فيتس عسى ما شر ..
قالت : الترنجه من كل الترنجه ..
قال : انا ولا تخافين ابجيب لتس بدالها عشر بس اذكري الله واسكتي
هنا حصة ما ملكت نقسها وقالت لصالح وش السالفة وليه كل الازعاج عشان الترنجه ..
صالح تندم على العجله وتاسف لحصة وقال معوضة ان شاء الله واللي كاتبه الله هو اللي يصير ..
مرت الايام وصالح بدا يشتكي من وجع في رجله وكل يوم يزييد الوجع شوي لكنه كان يتصبر وهو يضنه من تعب الشغل
وبعد كم شهر صارت الاوجاع اكبر و بدا فخذ ناصر يتورم بشكل كبير وتصبر صالح وحاول يكمدها ويحط عليها علاجات شعبية لكن ما فادت ,.. وفي ليلة قامت رجل صالح تصول عليه ولا قدر ينام ويسحب روحه لبيت ولد عمه ويطلب منه انه يساعده وولد عمه على طووول وداه للمستشفى القريب اللي في الديرة المجاورة وهناك سووا فحوصات على الورم اللي في رجل صالح وتعجبوا من اللي شافوا
وجا الطبيب لصالح وقال له ترا اللي في رجل شي عجيب لكنه حقيقه والله اعلم كيف صار ..
خاف صالح وقال خير يا طبيب وش لقيتوا
قال الطبيب لقينا في فخذك جنين ولازم نطلعه الحين قبل يموت وبنسوي لك عملية الليلة ..
صالح ما قدر يستوعب السالفة وضاقت عليه الدنيا وكان ولد عمه يهونها عليه ويشجعه يوافق يسوون العملية وبعدها يحلها ربك ..
استخرج الاطباء الجنين واللي كان بنت وكان في صحه وبعد ما حطوه في الحاضنة كم اسبوع زانت صحتها وصارت بنية وش ملحها ..
لكن صالح بعد ما طلع من المستشفى قال لولد عمه شف ترا هالبنت ما ابيها تطب علي البيت ما نبي العالم يحطوننا طنازة وخل المستشفى يتصرفون فيها ..
ولد عمه حاول يقنعه وقال هذي بنت صغيرة ولا لها ذنب حرام تجدعها كذا .. الا ان صالح كان مصر على موقفه وراح ولد عمه يحاول في حصة ويقولها يابنت الحلال هذي بنية مالها احد في هالدنيا ولكن حصة كانت اشد من رجلها صالح وقالت ان جبتوها البيت طلعت انا .
هنا عرف ولد عم صالح ان مصير البنت مهوب في بيت اهلها ولما راح للمستشفى يبلغهم قالوا ما عندنا هالكلام ولازم البنت ترجع بيت اهلها ولا ترا نبي نبلغ الشرطة يتفاهمون معكم ..
ما كان قدام ولد عم صالح الا حل وحيد ..
اخذ البنت وراح بها للصحراء ونزل في وادي في شجر وحطها في عش طير في هالشجرة وقال اللي كاتبه الله بيصير والله يعفوا عني ...
مرت الايام ورجعت الحياة في بيت صالح كما كانت وكان هالبنت ما جت للدنيا اصلا .. لكن ولد عم صالح كان ما يقدر ينام ولا يدري وش صار في البنت هي حية ولا ميته .. وما قدر يصبر ..
بعد كم اسبوع راح لنفس المكان وبدا يبحت عن اثر البنت بيشوف حالها ويتفاجئ بان الطيور يوم لقت البنت في عشها حسبتها وحده من عيالها واعتنت فيها .. وتعجب ولد عم صالح وقال لو عرف صالح ان هالبنت عايشة للحين يمكن يجي يتخلص منها ..
فقرر انه يخلي الموضوع سر ما يعرفه الا هو والطيور في هالوادي البعيد .. وصار يتردد على البنت كل فترة ويعطيها الاكل واللبس ويسولف معها وهي ما تعرف من هو ولا وش قصتها ..وليه هي عايشة هنا ..
ولما صارت في سن العشر سنين حس ولد عم صالح ان البنت لازم تعرف جزء من قصتها وقال لها سالفة الترنجه وكيف انها طلعت من فخذ رجال وهالرجال قرر يقتلها ويرميها في الصحراء بس ان الله سخر لك هالطيور تعتني فيك والله ما ينسى احد ..
وبدت تقل روحات ولد عم صالح للوادي بسبب تدهور صحته واللي سرعان ما اودت بحياته ومات معه سر البنت ولا صار احد من البشر يعرف عنها شي الان ..
مرت سنين والبنت تعيش مع اهلها الطيور واستوحشت البنت وصارت تجفل من البشر لو مرت قافلة توزت ولا تبي احد يشوفها ..
لكن في يوم من الايام كان هناك أمير شاب يحب الصيد وكان يطلع لاماكن ما احد سبقه لها عشان يضمن الصيد الوفير ويجرب الصيد في مكان ما قد طبه احد .. وفي رحلته الاخيرة وهو يتنقل في الوادي اللي فيه بنت صالح .. لمح الامير زول البنت من بعيد وهي نازلة من الشجرة ولكن يوم قرب يبي يشوفها اوضح حست فيه البنت وتنقز بكل رشاقه وتتسلق الشجرة وتتوزى عن الغريب اللي جا ..
الامير عرف وين هي فيه بس ما حب يخوفها او يحسسها انه خطر عليها فسوى نفسه ما انتبه لها ورجع لحاشيته وامرهم بالرجوع ولو انهم ما صادوا شي لانه كان يخطط على صيده الثمين اللي شافه قبل شوي ..
قعد الامير في قصره محتار كيف يقدر يوصل للبنت وكل ما تذكر شكلها ونظرت عيونها يشتاق لها اكثر .. وقرر انه يسوي خطة يقدر بها يجيب البنت عنده .. فنادى عجوز يعرفها بسعة الحيلة وانها ما تعجز عن شي .. وقال لها الخبر والمطلوب
قالت العجوز ابيك ترسلني هناك لحالي ومعي معاميل الطبخ وتيس حي واتركني ورح راقب من بعيد واذا اشرت لك تعال ..
العجوز صار لها اللي طلبت وصفت قدورها وشبت النار على الماء وبدت تجهز الطبخ ولكن يوم جت تبي تذبح التيس مسكت السكين بالمقلوب وكانت في مكان تقدر البنت تشوفها فيها .. وصارت العجوز تحلحل السكين في بطن التيس وهو يزاعق باعلى صوته والبنت سمعت الصوت وبدت تراقب العجوز وش تزين ..
ويوم لمحت العجوز حركة البنت في الشجرة تعجبت ان هالبنت تعيش هنا لكنها ما بينت شي وكملت خطتها وبدت تضغط على التيس اكثر وهو يرفع صوته اكثر والبنت تشوف وتراقب ..
وما صبرت البنت وصاحت في العجوز مهوب كذا يا خالة تراتس تعذبينه كذا ..
التفتت العجوز عليها وقالت يابنتي انا ما اعرف ذبح ولا عندي احد يساعدني وابي ازين لي شي اكله بس هالتيس ما عرفت له ..
البنت كانت حذره جدا من البشر وبدت تشرح للعجوز من فوق الشجره
ياخاله امسكي السكين كذا وحطيها على رقبته واسحبيها .. والعجوز تسمع التعليمات وتسوي شي ثاني والبنت تعبت من الشرح لهالعجوز اللي ما تفهم ..
قررت تنزل بس بعد ما تأكدت ان المكان ما فيه احد .. ونزلت وساعدت العجوز وذبحت التيس وقطعته وقامت تبي ترجع للشجرة لكن العجيز قالت لا يا بنيتي اصبري ساعديني في الطبخ وابيك تاكلين معي انا لحالي ..
البنت ما قدرت تقاوم فكرة الاكل خاصة بعد ما انقطع ولدعم ابوها عنها ولا تدري وش صار له فصارت من فترة طويلة ما ذاقت الاكل وعشان كذا قعدت وكلت وبدت تسولف مع العجوز واستامنت البنت وصار الوقت مناسب للامير انه يجي ويحصل على صيدته ..
اشارت العجوز للامير بدون لا تدري البنت و الامير ارسل عبد من عبيدة يمسكها وفعلا قدر يمسك يدها وهي اللي تخاف وتفزع وتحاول تهرب و لكنها تفاجأت الا ووجه الامير قدام وجهها وهو اللي يمسكها من زنودها ويوقلها بصوت هادي لاتخافين انا ما راح اضرك ولا اسوي لك شي ..
البنت هدت من كلام الامير وشكله الوسيم واستسلمت وكان العبد للان ممسك يدها لانه ما يضمن انها ما تهرب بعد شوي ..
راحت البنت للقصر وعاشت الدهشة والعجب في كل شي تشوفه كان كل شي غريب عليها وكل شي عبارة عن تجربة جديدة وبعد ما اخذوها وصيفات القصر و روشوها ولبسوها احسن الملابس كانت البنت من اجمل البنات اللي شافهم الامير في حياته وعرف انها صيدته اللي ما راح يصيد مثلها ابدا وعرف بعد ان هالصيدة عيي بعد صادته واسرته بجمالها وبراءتها ..
وبعد ما سمع الامير قصة البنت الغريبة العجيبة وكيف عاشت مع الطيور كل هالسنين .. عرض عليها الزواج وبالفعل وافقت وحضر القاضي ليكون ولي هالبنت اللي ما لها والي وتم الزواج وعاشت البنت في فرح وحياة سعيدة
اما الطيور فقد حزنت كثير على بنتهم واللي راحت بغير رجعه واكن عندهم امل كبير ترجع لهم ولكن بعد ما طالت المدة ما قدرت الطيور تصبر فارسلت في كل جهة واحد من اقوى الطيور ليبحث عنها وفعلا كان هذا حالهم وفي كل ليلة ترجع مقرها بعد رحلة بحث شاقة وكلهم يقص خبره للثاني ولكن ما احد منهم قدر يوصل للبنت ..
الا انه في يوم كانت البنت جالسة في شرفة القصر تتفرج على الحديقة وتطالع السماء و هي تشوف ذاك الطير اللي يحوم فوق القصر ولما عرفها الطير مع انها كانت لابسة غير وشكلها غير لكنها قدر يعرفها زين ,, قرب منها ونزل اكثر ولما تأكد انها اهي قرب الين وقف على سور الشرفة والبنت شافته وتذكرت اهلها الطيور وحنت لهم وبدت تسمح على ريش الطير وتحضنه باشتياق .. وبعدها تحرك الطير يبي يرجع لربعه في الوادي عشان يعلمهم الخبر وودعته البنت وحزنت لفراقه كانت على هالحال حزينة كئيبة ..
دخل الامير عليها وشاف الحزن والكأبة على حبيبته وخاف وسالها وش فيك ؟؟ فيه احد مسوي لك شي او مأذيك ؟؟
فيه شي تبينه ولا صار ؟؟
قالت لا كل شي في احسن حال بس انا تذكرت اهلي الطيور واشتقت لهم وحنيت .. وهم ارسلوا واحد منهم يدورني وشفته اليوم ..
تبسم الامير وقال .. بسيطة بكرا نطلع ونروح للوادي وتسلمين عليهم وتشوفينهم زي ما تحبينن .
فرحت البنت وبدت تجهز العدة لشوفتهم واخذت معها هدايا تناسب الطيور ولما جا الصباح ركبت هي فرس والامير فرس وانطلقوا للوادي و لما وصل الامير وزوجته كانت الطيور للان في طلب الرزق وقرر الامير انهم ينتظرون الى المساء وقت رجوع الطيور وهذا اللي صار ..
لما جت الطيور وشافت بنتهم في انتظارهم هبطت بجانبها والتمت عليها وبدت تمسحها بريشها وكانت البنت تبكي والطيور كانها تبكي ..
والامير تاثر بالموقف اللي شافه وكانه في الاحلام .. كيف العلاقة القوية بين هالطيور اللي ما تعقل وبين زوجته الغالية .. وقرر يفرحها واخبرها انه يبي ينقل الطيور عنده في القصر ويحط لهم شجر مثل شجر الوادي ويامن لهم اكلهم وشربهم شكر لهم على رعايتهم لك ..
طبعا فرحت البنت اللي اصبحت اميرة القصر وصار وقتها مقسم بين حبيبها الامير وبين اهلها الطيور وعاشت في سبات ونبات وخلفت صبيان وبنات ..