الثلاثاء، ديسمبر 14، 2010

سبحونة عفارم افندم

كان فيه واحد والواحد الله في سماه العالي  والى هناك هاك الواحد اللي اسمه  مبارك  رجال من نجد متزوج وعنده عيال  
وكان يسوي كل اللي يقدر عليه عشان يأمن لهم اكلهم وشربهم وحاجاتهم ولكن الاحوال  في نجد كانت عصيبة والرزق ضيق فما لقى الا انه يسافر ويدور رزقه في ديرة ثانية لعل الله يسرها ويفرجها من عنده .
ولان زوجته تعرف الحال فما قدرت تمنع زوجها انه يروح و يبتعد عنها وعيالها  عشان كذا شافت انها تشجعه على السفر ..
الرجال جمع كل الدراهم اللي عنده وعطاها عيالة وودعهم وقال انا ابروح لحاجة وانا مدري ابطي عليكم ولا اجي بسرعة  انا ابحاول اللي اقدر عليه اني اعجل بالرجعه والله ييسر الامور ..
ودع الرجال اهله وسط دموعهم والحزن اللي يشوفه و واضح في وجه عياله وزوجته بس الحاجة خلته يفارقهم على أمل انه يرجع لهم بحال افضل  ..
كانت وجهة  مبارك يم الغرب وقال في نفسة ابمشي على الوجهة لعلي القى في الحجاز رزقي وان وصلت مكه على قوت الحج فأنا ابحج داميني وصلت و هذا اللي صار حيث وصل على قبالة الحج و أدى فريضة الحج ودعا ربه انه يرزقه من غير ما يحتسب و بعد الحج دور شغل في مكه ولكنها كانت غير مناسبة للطلب الرزق و قال اجل اتوجه لجدة و اكيد بوجود المينا والسفن ابشتغل لو حمّالي ..
وصل مبارك جده وهو في حال يرثى لها فالفلوس اللي معه خلصت ولا يعرف احد في الحجاز و ما قدامه الا يشتغل عشان يلقى قوت يومه وثم يفكر كيف يوفر قوت لعياله  ..  وبدا يبحث عن شغل في كل مكان وينشد كل رب عمل عشان يشتغل عنده وكلن كان يرده .. فالحال في الحجاز ليست بعيدة عن نجد ..
بعد ما قرب اليأس يدخل قلب مبارك الا ويشوف على جال البحر عمال يشتغلون .. وهذا بالنسبة لمبارك يعني الفرج لانها فرصة لوجود عمل .. ولا ضيع وقت قرب للمكان ويشوف ذالعمال يشتغلون يشيلون حصى كبير وينقلونه من الارض ويحطونه على الشاطيء وكان فيه رجال حوله حاشية وعرف ان هذا هو الحاكم للبلد من لبسه المنمق والحاشية الكبيرة اللي حوله وكان يراقب العمال من مكان مرتفع و يراقب .. هنا مبارك عرف انه لو كسب اعجاب هالشخص بيلقى الاجر اللي يبيه واكثر يمكن .. وبدون لا يستأذن شمر مبارك عن ثوبه و تناسى الجوع والتعب و بدا بالشغل ..
مبارك لرغبته الشديدة بالعمل كان انشط العمال الموجودين واللي كانوا بعكسه يشتغلون بتباطؤ ولكن مبارك كان يشيل اكبر حجر  يقدر يشيله .. واذا ما لقى حصاة كبيرة شال ثنتين .. وكان يلحض الحاكم وهو يراقبه ويبتسم ويقول في نفسه ضمنا الدراهم ان شاء الله
وابشد حيلي عشان يزيد لي في الاجر  ..
واستمر في الشغل الييييييين غابت الشمس وتوقف العمال ووقف مبارك معهم و تولم للدراهم ..
بعد شوي وبطريقه اوتوماتيكيه صف العمال قدام الحاكم وكان كل واحد يوقف قدامه شوي ويروح وهذا بنظر مبارك ان كل واحد يستلم دراهمه ويمشي .. صف معهم وهو يفكر وش بيسوي بالدراهم اللي بتجيه  وينتظر في الصف مع العمال ويوم قرب من الحاكم شاف انه كل واحد يوقف قدامه يقول له الحاكم بعد ما يرسم ابتسامة عريضة  كان يقول عفارم افندم .. واذا  العامل اشتغل اكثر  يقول له عفارم افندم  عفارم افندم  مرتين .. واذا هو مبدع مره قال له عفارم افندم عفارم افندم  عفارم افندم  ثلاث مرات وهذا اكثر شي ..
وما يزال مبارك  في الصف ووصله الدور ويقول له الحاكم بعد طبعا الابتسامه العريضة .. عفارم افندم عفارم افندم عفارم افندم  .. و انتظر مبارك لعل يجي شي بعدها  ما لقى شي .. التفت وراح لمكان فيه  العمال جالسين يرتاحون بعد التعب  وسألهم الحين يالربع متى ناخذ كروتنا وتجينا الدراهم .. قال له واحد منهم انت اخذت حقت وافي  ..
مبارك استغرب وقال انا ما اخذت شي والله .. رد عليه الرجال وقال له ما قال الحاكم عفارم افندم ثلاث مرات .. ؟؟  قال مبارك الا ..
قال خلاص هذي كروتك .. وتراك ماخذ اكثر منا حنا ما قيلت لنا الا مرة او مرتين بس  .. وهنا قال مبارك مستغرب ومنقهر وانا وش تفيدني هالكلمة ؟!؟   قال له الرجال والله هذا حاكمنا يكرفنا هالكرف ولا نلقى الا هالكلمة ..
ضاقت الدنيا بمبارك و رجعت له اوجاع جسمه و الجوع اللي كان يمني نفسه انه يبي ينساه سنين بعد ما ياخذ الدراهم الكثيرة .. لكن ما حصل شي ..
راح مبارك لوسط البلد وهو يبي يموت من الجوع و هو في طريقه شاف مطعم فخم .. دخل مبارك  و طلب كل الاكل اللي موجود عندهم .. وقال اباكل واذا خلصت وشبعت يصير اللي يصير ..
بعد ما خلص ورجعت له الحياة من جديد جاه القرسون وطلب منه الحساب ...
كان مبارك متكي ومسترخي .. ويوم قال له القرسون هات الحساب تواسا بجلسته و استقعد  وقال له بصوت واثق  ( عفارم يافندم  عفارم يا فندم عفارم يافندم ) ..
القرسون قعد يناظره شوي و هو مهوب مستوعب الفكرة .. قال له الحساب يا اخ ,, رد مبارك بثقة عطيتك الحساب قبل شوي .. قال له القرسون أي حساب .. ؟؟
قال مبارك انا ماقلت لك عفارم يافندم ثلاث مرات .؟؟ قال اقرسون الا .. قال هذي كروتي اليوم كله وعطيتك اياها  ..
القرسون قال انت مجنون الظاهر ابروح انادي صاحب المطعم يتفاهم معك ..  ولما جا لقى نفس الرد من مبارك وبدت الاصوات ترتفع و مبارك مصر على انه دفع الاجر وافي وكافي و تطورت المشكلة الين وصلت الشرطة تفصل بينهم و لما سمعوا السالفة  اخذو مبارك للقصر عشان يحكم فيه الحاكم ويعاقبه على فعلته .. \
الحاكم كان يبي  يعرف من هاللي يبي يستحل الاكل بدون اجر ويكابر و يفكر بنوع العقاب اللي يناسب عشان يكون عبرة لغيره ..
دخل مبارك وعرفه الحاكم لانه كان مميز في نهار اليوم بشغله وهمته واستغرب انه يكون هذا هو سبب المشكلة ..
قال له وش اسمك ؟؟
قال مبارك طال عمرك ..
وليه يا مبارك تاكل من عند الرجال اللي تعب واشتغل بكل امانه ولا تعطيه اجره اللي يستحقه ؟
قال مبارك يا طويل العمر انا عطيته حقه وافي .
استغرب الحاكم وقال وكيف يامبارك ؟!
قال انت طال عمرك عطيتنا كروتنا بعد تعبنا وشقانا كل النهار  بترديدك عفارم يافندم  عفارم يافندم عفارم يا فندم واانا ياطويل العمر اخذت كروتي وسددت بها المطعم ..
هنا الحاكم فهم المقصد وضحك و  عرف ان فعله مع العمال غير صحيح  وقرر يكافئ مبارك ويرضيه  ويترك هالعادة ويعطي كل العمال حقوقهم..
وبدا مبارك حياة عملية جديدة ورجع لاهله بعد ما كسب واغتنى وعاش مع عياله في خير حال والحمد لله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق