بسم الله الرحمن الرحيم
كان هناك هاك الواحد والواحد الله في سماه العالي كان فيه واحد اسمه علي بن ناصر .. علي شاب الله منعم عليه بحسن الخلق والخلق وحسن المعشر وكانت لياليه عامرة بوجود الاصحاب و لان علي كريم فهم لا يجدون حرج في قضاء وقتهم والاكل والشرب لدية فهم يحسون من لطافة علي انهم هم اصحاب الفضل ..
غير ان والد علي كان يراقب ابنه بحسرة لانه بخبرته يعرف ان كرثرة الاصحاب لا تعني انهم سينفعونه وقت الحاجة وكان محتار كيف يقنع ابنه بفكرة ان هالاصحاب كلهم ما راح يصفى له من احد ..
وفي يوم قرر التاجر ناصر انه يكلم ابنه في الموضوع واختار وقت يكون الاصحاب بعيدين عنه وقال له ولدي يا علي انا ابي اكلمك في موضوع
علي استقعد وقال سم يا يبة آمر ..
ياولدي انا اشوفك ما شاء الله كل ليلة يجيك اخوياك واللي ما لهم عدد من كثرهم و انا ما عندي مشكلة والكرم يا ولدي صفة زينة والوناسة شي مطلوب بس ياولدي اللي مشغلني شي واحد بس ..
هو كم واحد من هالاصدقاء تعده صديق حقيقي ..
علي ابتسم وقال يبه وش دعوه هذولي كلهم اصدقائي وكاهم يحبوني وانا ما استغني عنهم ولا هم يستغنون عني ..
رد الاب وهو يطالع ولده بجدية اكثر .. انت متأكد يا علي ؟؟
علي ابتسم وقال يا يبه الله يهديك الناس تغيرت وانا يبه زي ما تشوف انسان اجتماعي واحب الرفقه ولا استغني عنهم صراحة .
رد الاب .. يا علي انا ما اقول لك لا تماشيهم اقول لك من منهم تثق فيه وممكن تعتمد عليه بعد الله لو جتك حاجة .. الدنيا ياولدي مهيب مأمونه وفي وقت الضيق ما ينفعك بعد ربك الا الصديق الوقي
انا مثلا ياولدي بعد هالسنسن كلها مالي الا صديق واحد وواحد نص صديق اعتبره انا ..
ضحك علي على سالفة نص الصديق وهو مستغرب من ان هالسنين اللي مرت على ابوه في هالدنيا ما يصفى له الا صديق واحد !!
لكنه ما زال مصر على رأيه وحاول يقنع والده ان الرفقه الكثيرة انفع من الرفقه القليلة واستمر الحوار بين الاب وابنه علي على هذ المنوال حتى توقف الاب عن الحديث وقال يا ولدي يا علي ابي اتفق معك على اتفاق ..
سم يا يبة امرني انت ..
شف يا ولدي انا ابيك تسوي شي مع اصحابك ذولي وهو عبارة عن اختبار واذا صارت النتيجة زي ما تبي فلك على اني ما اكلمك في موضوع اصحابك ذولي ابدا ..
واذا صرت انا صادق وكلامي هو الصح فانت تاخذ طريقتي في الصداقة .. هاه وش قلت ؟؟
قال علي نعم الراي يبه علمني وش تبي وانا حاضر
رد ابوه وقال نبي نسوي لهم اختبار صغير واللي بيوقف معك في هالاختبار تعتبره من اصدقائك واللي ما يوقف معك تراه راعي مصلحة و انت تاخذ القرار اللي يناسبك معه ..
ولما اخبر الوالد ابنه علي عن الاختبار تردد علي و كاد ينسحب من الاتفاق لالوا انه ما يحب يزعل ابوه ابدا ..
ابو علي طلب من ولده انه يروح لمربط الغنم في زاوية البيت الكبير اللي هم عايشين فيه و طلب منه يطلع برا الديرة ثلاثة ايام عشان ينقطع ربعه عنه ويعرفون انه مسافر و في اليوم الثالث يذبح الخروف و يلفه في خيشة ويمد رجليه ويديه عشان يكون كانه جسم انسان وياخذ من دمه ويحطه على ملابسه بشكل يوهم انه قام بقتل الانسان اللي في الخيشة ...
وهذا الي صار ..
دخل علي الديرة في نصف الليل وكل اهل الديرة نايمين و بدا بتنفيذ خطة ابوه والي كان المطلوب منها انه يروح لبيت افضل افضل اصدقائه ويمر عليه ..
صحى سالم على صوت الباب في آخر الليل و حس بخوف من هالطارق الغريب في هالليل .. قرب للباب وصاح من وراه من ؟؟
رد عليه علي بصوت منخفض كانه ما يبي احد يدري انا علي يا سالم افتح بسرعه .. استغرب سالم وفتح الباب وبغى يدخل علي للبيت بس اللي منعه شكل ملابس علي اللي تثير الشك و ساله وش اللي صاير يا علي ؟؟ اختفيت ثلاث ايام و الحين لبسك مليان دم وش صاير ؟؟
قال يا سالم انت خويي الخاص ولا اثق الا فيك .. انا قبل ثلاث ايام صار بيني وبين ابوي مشكلة وطردني من البيت ورحت للبر وجلست هناك عند بدوي ويوم خلصت دراهمي طردني ورفضت اطلع لاني مدري وين اروح له وصارت بيننا هوشة كبيرة وهددني بالسلاح وانا لقطت حصاة كبيرة وهددته بها وهز البندق ومن الصوقه رميت الحصاة في وجهه وهو اللي يموت من الضربة و ييوم شفت سلاحه لقيته ما نوى يذبحني لان سلاحه فاضي .. عاد انا خفت يجون جماعته ويكتشفون من القاتل ويذبحوني ..
سالم تراجع لورا وهو مو مصدق وش قاعد يسمع و حس ان الموضوع حقيقي و ما تكلم الا بعد ما استوعب القصة وقال ووش ناوي تسوي الحين ..
رد علي عليه بصوت الطلب والحاجة .. الحين انا يا سالم مالي الا الله ثم انت وابيك تفزع لي وتدخلني بيتك اختبي فيه كم يوم الين تبرد السالفة و الجثة وزيتها في حوش بيتنا ونبي اطلع انا واياك الحين ندفن الرجال في البر عشان تموت قصته معه .. تكفى يا سالم يا صديقي ..
سالم تنحنح شوي وبلع ريقه واستجمع كل صرامه في جسده ورد على علي وقال .. علي صداقتنا انتهت وانا ما عندي استعداد ادخل الحبس عشان طيشك و هبالك .. انا وراي مصالحي وشغلي
طبعا علي في هالوقت مابين عيونه الا كلمات ابوه ..
لكنه للحين عنده بقايا امل في صديقه .. بس يا سالم انا خويك وانت دايم تقول انك تفديني ببروحك ؟؟
رد سالم بصوت عالي وهو منزعج يا علي ذاك كلام نقوله انت مصدق .. يله رح رح لا يشوفك احد عند بيتي .. ورجع سالم واغلق الباب على طول في وجه علي ..
هنا وقف الوقت وثبت الزمان ورجعت في ذيك اللحظة ايام وليالي قضاها علي مع اخوياه وربعه وكيف كانوا دايم يخلونه في مكانة الامير بينهم وكيف كان كل واحد منهم يدين له برقبته من كثر الخير اللي سواه لهم .. وهذا سالم كان اكثر اصدقائه قرابة له وملازمة .. هو ورفيقهم الثالث سعد..
انتفض علي وقال .. يمكن سالم يخون الصداقة بس سعد ما اعتقد سعد صديقي من ايام الطفولة وطبعه حبيب وهادي خلني اروح له وان شاء الله ما يردني ..
راح علي لبيت سعد وكان الوقت قرب للفجر .. طق الباب فتح له سعد وخاف من شكل علي وبدا بنفس السؤال .. وش انت مسوي يا علي ؟؟
قال له علي السالفة وبعد ما خلص .. رد عليه سعد ..
علي انت صديقي لكن تعرف يا علي ان ابوي مهوب مثل ابوك
انت لو سجنوك بيقدر ابوك بجاهه يطلعك او يخفف عنك اما انا ابروح فيها ويمكن بعد يحطون الحق في رقبتيي ولا راح يشفع لي احد ..
اسف ما اقدر اشترك معك في هالجريمة وانت اخطيت وانا مالي علاقة ..
علي اشار لسعد بالسكوت بعد ما فهم ان سعد مهوب احسن من سالم وعرف علي ان بقية ربعه ما راح يكونون افضل من هالاثنين .. ورجع البيت بعد ما عرف ان الحقيقة وان اعز اعز اصدقائه تخلوا عنه في وقت الحاجة ولما رجع للبيت ما كان يحتاج ابو علي انه يسأل ولده عن النتيجة فنظرة عينه و راسة المنزل للارض وكانه يسترجع وبنفس الوقت يتحسر على الصداقة والوقت اللي راح من عمره وهو كان يعتقد ان كل اللي حوله يحبونه فعلا ..
ابو علي ما اكتفى بهالدرس وحب يكمل لولده الدرس ويخليه يجرب اصدقائه هو ...
قال له علي ابيك الحين تصلي الفجر في البيت والبس ملابسك اللي فيها الدم من جديد ..
استغرب علي .. ليه يبه ؟؟
ابيك تمر ابو محمد واللي يالمناسبة تراه اللي قلت لك عنه انه نصف صديق ..
رح وطق عليه وقل له اللي قلته لاخوياك وشف وش يرد عليك ..
علي فقد الثقة بجميع الناس وهنا ابوه ما كان يبيه يصاب بهالصدمة عشان كذا الجزء الثاني منها انه يعلمة انه فيه ناس تقدر تثق فيهم و تسلمهم رقبتك وتنام ..
علي صلى بعد الاذان مباشرة وانطلق لبيت ابو محمد ولقاه توه يبي يطلع للمسجد ..
شافه ابو محمد واستغرب من هاللي جاي هالحزة ؟؟
قرب علي وسلم على ابومحمد وهو باين عليه الخوف والحزن
هلا هلا والله بعلي بن ناصر ولد الغالي هلابك .. ثم انتبه للدم وقال هه ياولدي وش صاير لك بسم الله عليك ؟؟
رد علي وقال والله ياعم انا صار لي .. ووو وقص عليه كل القصة اللي قالها لاخوياه ..
لكن ردة الفعل كانت غير تماما
بعد ما سمع ابومحمد طرف السالفة دخل علي للبيت وصاح لاهله يزينون القهوة وجلسه في المجلس ..
صليت يا ولدي ؟؟
ايه ياعم صليت قبل اجيك ؟
خلاص يابوي انا ابروح الحق على الصلاة واذا رجعت ابيك تقول لي كل شي وان شاء الله بتنحل ..
علي جلس في المجلس وهو يقارن بين ابومحمد اللي يعتبر نصف صديق بالنسبة لابوه وبين ربعه واخوياه اللي مر عليهم في الليلة اللي فاتت
وفي هالوقت دخل عليه ابومحمد وتقهوى هو واياه ولما سمع كل الاحداث سال علي وين وديت الرجال؟؟
قال له علي انه ما دفنه للحين ..
قال ابو محمد زين يا ولدي ان شاء الله تتدبر الامور وانا ابطلع الحين وابيك تدلني مكان الرجال خلني ادفنه قبل تطلع ريحته وانت اغتسل وابخلي اهلي يجزون لك مكان تختبي فيه ولا راح يعرف احد انك عندي ..
علي كان منبهر من اللي قاعد يسمعه وكيف هالرجال اللي يعتبره ابوه نص صديق مستعد يغامر هالمغامرة كلها ويحط في بيته قاتل و يغطي عنه ..
علي رد على ابو محمد وهو خانقته العبرة وبدا يتشكره على شهامته ..
وفعلا طلع ابومحمد في الليلة التالية وراح لمكان الميت اللي يبي يدفنه و لقى فعلا الجثة ملفوفه بخيشة ومو باين منها شي وشال الميت على كتفه وراح يدفنه في البر ..
لسؤ الحظ ان في هالليلة صارت جريمة قتل حقيقية وصارت الشرطة تحقق في هوية القاتل .. ومن الناس اللي حققو معه صديق علي واللي اعترف على خويه علي وعلمهم انه مر عليه في الليلة الماضية وقال له انه قتل واحد ويعتقد انه هو ..
بدت الشرطة تبحت وتتحرى وتم القبض على ابومحمد اللي رفض يقول أي شي عن علي ..
لكن الشرطة وعلى المعلومات اللي اخذوها من صديق علي .. فتشوا بيت ابومحمد وقدروا يقبضون عليه ..
ولما وقع علي في يد الشرطة راح ابومحمد لابو قاسم صديق ابوعلي الاول واللي يعتبره ابو علي هو صديقه المخلص ..
هلا ابو محمد وش صاير ووش فيك .. عسى ماشر
الحق يابو قاسم علي ..علي بن ناصر ولد خوينا مسكوه وانا كنت حاطه في بيتي بس عرفت الشرطة وقبضت عليه
وانا الان ما ادري وش اسوي ولا ابي ابوناصر يتحسر على وليده ..
ابوقاسم طمن ابومحمد وقال : يابو محمد اذكر الله ورح لاهلك الحين وشف وش اخبارهم ثم الحقني للشرطة وانا ابقول اني انا اللي قاتل الرجال وانت اشهد علي .. فاهم هز ابو محمد راسة بالتاكيد وهو يرتجف من هول القضية اللي قاعدة تصير ولا يبي علي يضيع شبابه في السجن ..
ابومحمد انطلق لبيته وابوقاسم ودع اهله وراح للشرطة واعترف انه هو القاتل و اصر على هذا وقال ابومحمد يشهد وانا كلفته يدفن القتيل عني ..
لما دخل ابوقاسم على علي في الحبس .. كانت مفاجأة كبيرة جدا جدا ان ابوقاسم يوقع نفسة في حكم قد يصل للقتل عشان ولد خويه ؟!؟!
لما تواجه علي مع ابوقاسم ارتمى علي عليه وقال ليه يابوقاسم تبي تودي نفسك للموت عشاني ؟؟
قال ابوقاسم وهو يبتسم .. انت ولد الغالي .. وانا رجال كبير انا انت فقدامك حياة طويلة استغلها بالخير ولا تعيد اللي سوييته ..
في هالفترة طلع النهار وانتشرت الاخبار و و صل علي لبيت ابوه وعلمه بالخبر اللي صار واللي ما كان في الحسبان
وكيف فعل ابومحمد العجيب معه
والاعجب فعل ابوقاسم .. هنا كان المفروض ان ابوعلي يبتسم ويشعر بنشوة الانتصار لكن الموضوع صار له ابعاد ثانية مخيفة و طلع مسرع للشرطة يبي يشوف اذا قدر يقنعهم بفكرته وان القاتل للان حر طليق ..
ولما اخبر ابو علي رئيس الشرطة بالخبر ولانه يعرفه زين ويعرف انه لا يكذب عليه وتعجب من القصة والمصادفة الخطيرة اللي صارت
قال يابوعلي انا ما اقدر اطلق واحد معترف على نفسة بالقتل حتى ولو كان زي ما قلت يبي يحمي غيره ..
لكن رئيس الشرطة ارسل من يبحث عن القاتل الحقيقي ووفقهم الله وقدروا يمسكون القاتل الحقيقي وطلع ابو علي من الشرطه معه اعز اصدقائه ابوقاسم وابو محمد وهو مفتخر فيهم
اما علي عرف ان اخوياه ولو كثروا ربما ما يصفى منهم احد يعتمد عليه
وهنا تعلم درس كبير جدا
وصار يختار اخوياه بحرص وعاش يرببي عياله على هالمبدأ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
انتهت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق