سبحونة الاخويا الثلاثة وأصعب ما مر عليهم
بسم الله
كان هناك الواحد والواحد الله في سماه العالي كان فيه رجال اسمه سعود يشتغل في البيع والمشترى و يجيب بضايع من الديار البعيدة ويبيعها بديرته مثل حال اغلب تجار نجد و في وحده من سفراته كان يدور كالعادة على اخويا يسلونه في السفر ويساعدونه لان المسافر اذا صار وحيد ما يدري وش يجرى عليه وكان اقل عدد يكونون ثلاثة مثل وصية الرسول صلى الله عليه وسلم وان الثلاثة يصيرون ركب ..
و بعد ما نشد من اللي نية يسافر لجهة الشام لقى اللي يبي اثنين من اهل الديرة الطيبين وكلن له حاجة في ذيك الديرة وقرروا ينطلقون مع بعض تصير خوة وتسلية وحماية باذن الله ..
انطلق سعود وأخوياه الاثنين مطلق وعبد الرحمن وكان الطريق طويل ولابد من سواليف التسلية واللي تخفف عناء الطريق و كانوا يمشون بسيارتهم الفرت ( ford ) ومع انها سيارة الا انها في ذاك الوقت كانت السيارات مهيب مريحة مثل هالوقت ..
وبعد مسير ساعات النهار كله وتقريبا قطعوا نصف الطريق حب سعود يريح اخوياه ويرتاح هو وحتى السيارة الفرت ترتاح شوي من هالطريق الطويل ..
نزل الثلاثة في جانب الطريق ومعهم معاميل القهوة والشاي و بدوا يسعون في عشاهم وبعد ما تقهوى الثلاثة وارتاحوا وصلوا وشبوا نار تجمعوا عليها يتدفون ويتوانسون بالضو ,, وبدت السواليف من جديد ولكن سعود حب يتعرف على اخوياه اكثر ويبي قصة من واقعهم ما قد قيلت لاحد او قليل اللي يعرفنها عنهم وهنا راح يكون بينهم علاقة اقوى ..
قال سعود : يالربع حنا ما عرفنا بعض من الصغر بس وش رايكم لو يقص لنا كل واحد اشين يوم مر عليك في حياتك او اشين موقف مر عليك واللي بيقال الليلة هنا ما راح يتعدانا ..
مطلق و عبدالرحمن جازت لهم السالفة وقالوا ابدا انت يا سعود دامك راعي الفكرة وحنا نبي نولم السالفة اللي تبي ..
سعود قال: ابشروا والله انا صارت لي سالفة بغيت اموت بسبتها بس ربي ستر ..
بهالبداية القوية تعدل مطلق في جلسته وعبد الرحمن كان منسدح وقرب المركى وجلس يبي يسمع ..
كمل سعود سالفته وقال : انا كنت طالع من الديرة مع واحد من ربعي وكان ابوي الله يرحمه معلمنا ما نقطع سالفة الرجال وش ما صار وكان يأدبنا لو خالفنا ذا القاعدة و يطقنا احيانا وكان هو نفسة لابدينا بسالفة ما يقطعنا ابد وصارت عندنا انا واخواني طبع فينا ما نقدر نخليه وخويي ذا رجال شرواكم كان مخاويني في سفرة من سفراتي للشام و حنا في الطريق وبعد ساعات المشي وقفنا في مكان بين شجيرات وحصيات نتذرى بها عن الهوى اللي كان قوي ذيك الليلة و مثل ما حنا نسوي الحين كان يسولف وانا ارد على سواليفه بمثلها وكان بادي في سالفة مهمه بالنسبة له ومتحمس يتكلم ويروي تفاصيل السالفة وانا كنت استمع له بكل انصات ولكن حسيت بشي يدبي ودخل بين ثوبي وجسمي ثم بدا يرقى يرقى ليييين توسط ظهري وانا ما اظهرت ان فيه شي عشان خويي ما تنقطع سالفته والمشكلة اني حسيت بلدغه و لكني ما تحركت ولا تكلمت ولا حس خويي ابد ..
استمر اللدغ و انا اتحمل الالم وصار جبيني يتصبب عرق وعيني تدمع وخويي يحسب هذا من دفا الضو ودخانها وكان مستمر يسرد سالفته بحماس وجلست استمع ليييييين خلصت السالفة واستاذنته قبل لا تبدا سالفة جديدة ورحت ورى موتري وفصخت ثوبي الا واشوف ذيك العقرب الصفراء اللي فرغت كل سمها في ظهري و تعلقت في ثوب وهي منهكه ولا تقدر تتحرك ..
انا اخذت العقرب وذبحتها ودقيتها وحطيتها على مكان اللدغات ورجعت لخويي وكملت الجلسة معه لين نام وقضيت ليلي انا في ألم شديد وتوجع ولكن الحمد لله اللي فكني من الموت هاك اليوم ...
وبعدها تعلمت ان بعض الاخلاق الطيبة ما ناخذها بتزمت وممكن لوني استاذنت منه من اول ماحسيت بالعقرب كان ما صار اللي صار وخوي مهوب زعل لو قطعت سالفته .. لكن زي ما قلت لكم هو طبع تطبعنا به من الصغر ..
مطلق تحمد لسعود بالسلامه وقال والله سالفتك ذي عجيبة لكن انا عندي لك سالفة اعجب منها بتجوز لكم انت وعبدالرحمن واللي كان الظاهر قبل السالفة ناوي يرقد لكنه الحين في قمت نشاطه بعد ما سمع سالفة سعود ووعد مطلق بسالفة اقوى ..
وبدا مطلق بسالفته وقال : انا في شبابي كنت ربع لي نتنقل في هالبران ونترزق الله .. همن وقف وضحك كنه حس ان بدايته مهيب صحيحه للسالفة .. همن قال : الصدق يالربع انا كنت مع ربع لي حنشل نصطي على الرايح والجاي وناخذ اللي معهم وننحاش وعلى هذا عشنا سنين ولكن مرتن كنا نترصد لعل تجينا صيدة كالعادة وشفنا هاك القافلة اللي جاية من بعيد وتباشرنا واستعدينا ولكن يوم قربت الانا نشوف ونتبين الاهم مهوب ناس عاديين كانوا حنشل مثلنا والمشكلة انهم شافونا ونوونا بشر وعددهم يفوقنا بكثير ولا نقدر ننحاش لانهم جايين بكل سرعتهم واحترنا وش نسوي ..
لو حاولنا ننحاش وصادونا بيذبحوننا اكيد وما فيه الا نستسلم لهم ونعطيهم اللي يبون كودهم يخلوننا في حالنا ..
وهذا اللي صار واستسلمنا لهم على امل نبقى احياء بس ولكن زعيمهم امر بجرنا لمكان بعيد ويوم وصلنا هاك المكان اللي ما فيه ممر بشر ولا حوله احد في هالصحراء .. وخذو اللي معنا وخذوا ملابسنا وبعدين اخذوا كل واحد منا وحفروا له حفره ودفنونا وما بقى الا الراس بس طالع وباقي الجسم تحت التراب وكان كل واحد منا يقدر يشوف الثاني بس ما يقدر يساعد روحه عشان يقدر يساعد خويه و تركونا هالعصابة اللي ما يخافون والله وقالوا هذا جزاكم وراحوا وتركونا ..
ويوم مر علينا الوقت وحالنا الله اعلم بها ولانفعت المحاولات اننا نتحرك من هالحفرة وكلن بدا يعلن توبته ويستغفر ربه وايقنا بالموت وقمنا نتحسف على عمرنا اللي قضيناه في سرقة الناس وقتلهم واذيت المسلمين وصار كلن قدام الحق ويحتري الموت ..
يوم جا الليل جتنا الذيابة ولقتنا فريسة سهلة ولا نفع الصراخ ولا بيدنما نسوي شي نردهن عنا وكل ذيب استلم له واحد من ربعي وبدا ياكل في راسه واذا خلص بدا يحفر له وياكل الباقي وانا كان من نصيبي اكبرهم واللي والله اعلم انه رئيسهم ولكنه ما كان مستعجل على اكلي فتمدد حولي وجلس يلعب في وليمته ومرى يحط يده على راسي ومره يتحكك بجسمة على وجهي وانا كنت مستسلم ولا اتحرك وافكر كيف ممكن انجو من هالمصيبة وبعد فترة من اللعب قرب وجهه من وجهي ويوم صارت اذنه قدام فمي جمعت كل قوتي في عضة وحده وعضيت اذنه بكل قوتي .. الذيب تفاجأ وسحب راسه بقوة ولكن انا كنت متعلق في اذنه ولا فكيتها ابد وهو منهبل ويتألم ويسحبني بكل قوته وهنا بدا جسمي يطلع شوي من الحفرة ولكني ما تركته لانه ممكن يغلبني وانا ما امداني اطلع وبدا يسحب ويسحب لييين طلعت وتركته وهو اللي ينحاش ويعوي من الوجع وانا وقفت ما ادري وشلون الله نجاني من الحفرة وهربت من هالمكان قبل لا يستوعب الذيابة اللي حصل وركضت ولا توقفت الا عند اول ديرة ونجاني الله من ذاك الموقف ..
مطلق توقف شوي .. ورفع نضره لسعود وعبدالرحمن اللي كانوا في قمة العجب من هالسالفة .. ثم نزل راسه وتكلم بنبرة صوت غير اللي قبل شوي .. من ذاك اليوم عرفت ان الله امد في عمري وعطاني فرصة عشان اصلح حياتي بعد ما شفت حياة اخوياي تروح وحده ورى الثانية .. عرفت اني لازم اتوب واكفر عن كل اللي سويته ومن ذاك اليوم اعلنتها توبه ولا عدت لذيك الافعال والحمد لله على نجاته وهدايته ..
جا دور عبد الرحمن وهو يقارن في باله بين سالفته وسالفة اخوياه اللي كل وحده اعجب من الثانية ثم تواسا وقال : الحمد لله على سلامتكم انتم الاثنين ولكن انا مر علي موقف حول مواقفكم ذي ويمكن اقوى بعد .. وهنا بدا بسالفته اللي بيحكي فيها اسوأ يوم مر عليه ..
قال عبدالرحمن : انا كنت في شبابي راعي بل وكنت اقضي معها اغلب وقتي ومستانس ومحصل من وراهن خير .. لكن حصل لي موقف خلاني اترك البل واكره البعارين كلها ..
استغرب مطلق وقال : وش صار والله ان البل لها عشق واخبرهم ما يقدرون يخلونها وش ما صار ..
قال عبدالرحمن : لو صار لهم مثل سالفتي كان يخلونها مثل ما خلييتها وهي كانت اغلى شي عندي في الدنيا ,,
قال سعود بحماس : وش صار يا رجال تراك شوقتنا ..
قال عبدالرحمن : انا الله يسلمكم
مطلق وسعود : سلمت
عبدالرحمن : انا كان عندي زي ما قلت لكم ابل وكنت عايش حياتي في تربيتها وكنت احب اقضي معها اكثر وقتي تسليني واسترزق منها .ز وكان عندي فحل هايج ما يرده شي واي ناقة يبيها ما نقدر نمنعه عنها وذاك اليوم حط في بالة ناقة صغيرة توها وكنت ابعدها عنه قد ما اقدر ولكن ذاك اليوم لقيته جايها وعاضها مع رقبتها وخفت عليها تموت منه وانا اركض لهم واضربه مع رقبته بعصا معي وتركها من الوجع ورجع عنها وانااسحبها وابعدها عنه واعزلها لكني حسيت انه يناظرني نظرات كلها حقد وعرفت انه ناوي نية شينة لي .. وصرت احذر منه ودايم عيني عليه لايغدر بي .
بعد كم يوم كنت جالس ازين غداي ولهيت عنه وما حسيت الا بالارض ترجف والتفت الا هذا هو جايني بكل سرعته من بعيد وانا انقز واركض بكل ما عطاني الله من سرعه وحسيت انه بيلحقني واشوف ذيك الشجرة اللي قدامي وانحرها وانا اركض واشيل عني عباتي وارميها على الشجرة وازحف من تحتها وابعدت عنها وصار الفحل يضرب ذا الشجرة ويحسب اني وسط العباة وانا يوم شفته لاهي قمت على حيللي وركضت جهت الجبل ولكنه حس فيني والتفت علي وشافني وترك الشجرة وصار يركض وراي وانا اسرعت ولا اضني وفرت جهد ذاك اليوم .. ووصلت الجبل ولا يمديني ارقاه من هالجهة ولا يمدي الف من وراه وانتبهت الا فيه ذاك الغار الصغيير وانحره وادخل فيه و الفحل وراي على طول ودخل راسة وراي وكان بيني وبينه مسافة قريبة وخلاص كان بيعضني لكنه توقف لان جسمه نشب وصرات الفتحة اصغر من انها تسمح له بالدخول ..
انا حمدت الله ودخلت في ذا الغار زود عشان ابعد عنه وهو يحرك راسه في الغار ويرغي باعلى صوته المخيف والزبد يتطاير في المكان مع حركىة راسه .. وانا في طريقي انتبهت الا وذيك الداب ( الحية ) اللي وش كبرها نايمة .. وخفت اقرب وتقوم تلدغني وعرفت اني افتكيت من شر وطحت في شر اكبر منه ..
عبدالرحمن رمى نظره على سعود ومطلق ولقاهم في قمة الحماس للاستماع وجالسين وكنهم مهوب على الارض .. هنا حس ان سالفته صارت مثل سوالفهم ولا اقوى بعد ..
كمل عبدالرحمن : انا صرت بين وحشين بعير هايج ويبي يذبحني وبين حية لو قامت تبي تحسبني جاي اذبحها وتبي تقتلني بدون تردد . وطرت لي فكرة اني انزوي في مكان ضيق في هالغاار واحاول اختبي عن هالمصيبتين لين الله يفرجها من عنده ..
صوت البعير القوي كان كفيل انه يزعج الحية ويشعرها بالتهديد وراحت له وشافته مدخل راسه في الغار ونطت عليه وغرست انيابها في رقبته وهو اللي يسحب رقبته والحية اللي متعلقة فيها ويبدا يضرب فيها الارض وهي كان ملتفة عليها وصار يخبط بجسمه ويضرب الحجارة وبينهم الحية لييين ماتت طاحت الحية في الارض وبدا البعير يقطعها تقطيع وبعد ما خلص منها كان بيكمل مهمته الانتقامية ويرجع لعبدالرحمن لكن السم صار قد اخذ مجراه في جسم البعير وبدا التأثير وطاح جنب الحية ميت ..
يقول عبدالرحمن : طلعت ولقيت الداب والبعير ميتين وفهمت وش اللي صار لهم وحمدت الله الي نجاني منهم بلطفه وتدبيره وقررت اني اترك البل كلها واشتغل في عمل ثاني والله الرازق ..
وصارت ليلة الثلاثة من اجمل الليالي وسبب في قربهم لبعض وكملوا رحلتهم وكلن خلص حاجته .. وحنا خلصنا سالفتنا
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق